غدوت حلم غائب مستحيل....حلم سحيق لا أطاله بكفي...ولا ساعدي...ولا قدمي...غدوت حلم هارب من أعماق
السنين...بيني وبينه كما بين ضجيج الأرض...وهدوء السماء....
وجهك ظمأ...وإنكفاء يمزقني...سنين وراء سنين وماعرفتك...لامست الساحه وحدي ولم الامس منعطفاتها...لم
أقتحم زواياها...ولا دهاليزها...كل القوانين...والمعادلات...والنصوص العالميه التي حفظتها في عمق ذاكرتي لم
أتمكن من تفكيكها...وتجزئتها...وإعادة إسترجاعها فوق وجهك.....لكني أدمنتك صرخه محمومه...ثقيله...صرخه
تهاوت بين أضلعي...وتكون كلمه جفت وتيبست في أحداق الفراغ....
هاجرت إليك...وماهاجرت إلى قلبك...ويستنزف حلمي حلمه...ليصبح الصبر بئرا يلتهمني شيئا...فشيئا...وأتهاوى
فلا أجد نفسي...
آآه..وأستشعرك في ذاكرة صمتي...حلم ينتصب في ليال الوحشه...أفكر...كم تبلغ المسافه من قلبي إلى
قلبك...؟؟؟ هي مسافه أستنسخت كل المسافات...إلى مدن الخرافات والأساطير.....مسافه تقدر بألف دهر من
الصبر...وألف جرعة من النار...وألف جسر من المستحيل.....
آآه...تتهشم الاسئلة على عتبات اللاجدوى....لماذا أنا بالذات النغم الذي لم يتسق...ولم ينسجم...؟؟؟الشيئ الخارج
عن الزمن...غصن شارد...وحلم فقد عنوانه...وإكتمال فواصله....كأنما أتيت بعد فوات الآوان....وجفاف الأقلام...وطي
السجلات...وإنغلاق المعابر....كأنما أتيت بعد بعد رحيل الربيع...وإغتيال المطر...بعد زوال كل مايمكن أن يلتف
على أصابعي بلطف...أو يحتويني بلهفة نادره......